الجمعة، 30 مارس 2012

مدينة الكــــــــــــــــاف




تحتل ولاية الكاف التي تمسح 5081 كلم² موقعا جغرافيا متميزا بالشمال الغربي للبلاد بإعتبارها منطقة ترابط بين تونس و البلدان المغاربية من خلال إمتداد حدودها مع الجزائر على طول 127 كلم, إضافة إلى دورها الإقليمي في الربط بين الشمال ووسط البلاد في جزئها الغربي عبر الطرقات الوطنية التي تعبرها


مدينة الكــــــــــــــــاف


تقع مدينة الكاف في الشّمال الغربي من البلاد التّونسيّة. موقعها حصين بطبيعته الجغرافيّة إذ تنتصب على ظهر جبل وعر المنحدر (جبل الدّير ) و تشرف المدينة على آفاق فسيحة الأرجاء منها سهول السّرس و " زنفور " و " الأربص " . ذكرت مدينة الكاف في عدّة مصادر أدبيّة و تاريخيّة فقد أوردها الجغرافي اليوناني << بطليموس >> القرن الأوّل بعد المسيح كما وجدت في دليل <<اُنطونيوس >> و هي خريطة للطّرقات الرّومانيّة تنسب إلى الإمبراطور (( Théodosse كما ذكرها المؤرّخ اليوناني Salluste ( عاش في القرن الأوّل قبل المسيح ) .

حملت مدينة الكاف عبر التّاريخ عدّة أسماء منها << سقّة >> " Sicca" كما أورد المؤرّخ اليوناني ( Polybe ) . و صارت في العهد الرّوماني تلقّب Veneria بو" سيرتة " الجديدة ( (Cirta nova و ذكرها " البكريّ " باِسم " شق بنارية " (عاش القرن الخامس للهجرة ) . من مشاهير هذه المدينة فقيه روماني يدعى << Euthychuis >> و الخطيب ( Arnobe ) .تزخر المدينة حاليّا بعدّة معالم أثريّة هامّة نورد على سبيل الذّكر المسجد الكبير (البازليك ) و القصبة و الكنيسة و الحمّامات الرّومانيّة و عدد كبير من الزّوايا.

تعد مدينة الكاف أهم مدينة بالتل الأعلـى التونسي حيث تعكس كل خصائصه الطبيعية و مميزاته البشرية، استقرت المدينة منذ نشأتها فوق آخر شرفات جبل الديرالذي يصل ارتفاعه إلى 1.084 م فوق سطح البحر . أما مناخ المدينة فهو قاري يتأثر في نفس الوقت بالبحر الأبيض المتوسط و بالصحراء ، تبلغ درجات الحرارة في الصيف 40 و 45 درجة و تصل إلى معدل 7 درجات تحت الصفر في فصل الشتاء وتعرف المدينة تساقط الثلوج ، أما معدل الأمطار فيتراوح ما بين 700 مم فوق الدير و 500 مم بالمدينة.
الكاف الواقعة على بعد 250 كيلومترا من العاصمة تونس منطقة ساحرة يمكن زيارة معالمها التاريخية والأثرية في أي موسم من السنة، وتقف مدينة الكاف التي كان يطلق عليها قديما "سيكا فينيريا" نسبة لفينوس إلهة الحب والجمال، شاهدا على أكثر من خمسة عشر قرنا من حياة هذه المدينة الأثرية التي أسسها البربر وتعاقبت عليها الحضارات من العصر الحجري إلى العهد العثماني مرورا بالعهد الروماني فالبيزنطي فالعربي الإسلامي، غير انه ورغم تلك الأهمية ظلت المعالم والمواقع والشواهد المتنوعة على تعاقب الحضارات مجهولة لزمن طويل، وأوضح قديش أن المسلك الثقافي الذي تستغرق مدة زيارته ساعتين ونصف الساعة يحتوي على "عدد من أجمل المعالم الأثرية في البلاد التونسية" مضيفا "لقد أطلق عليه إسم ملتقى الحضارات لتفرده في جمع معالم إسلامية ومسيحية ويهودية، ويضم المسلك القصبة الحسينية التي تم تشييدها مطلع القرن السابع عشر ميلادي والتي تعد رمز المدينة التاريخي والعسكري وقلعتها وتاجها لا سيما وأن موقعها في المرتفعات يمكن الزائر من التمتع بمشاهد جميلة للمدينة والمناطق المحيطة بها التي تبعد 30 كيلومترا على الحدود مع الجزائر، كما يشمل المسلك البازيليك الروماني الذي يعود إلى أكثر من 3000 سنة و كنيسة دار القوس من الطراز المسيحي القديم التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع ومقام سيدي بومخلوف (القرن 14م) وهو نموذج للعمارة الدينية في العهد التركي وكنيس يهودي ومتحف العادات والتقاليد الشعبية والخزانات الرومانية، وتشكل القرية الحرفية التي بلغت كلفة تهيئتها 200 الف دولار و"مائدة يوغرطة" التي تقع على ارتفاع 1270 مترا تخليدا لذكرى القائد البربري الذي تحدي الإمبراطورية الرومانية، معلمين هامين في المسلك الثقافي الفريد من نوعه في تونس، وللمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للكاف (وهو تحريف لكلمة الكهف) ستشيد سلسلة من الفنادق والمطاعم السياحية وسيساعد ذلك على إيجاد فرص عمل لسكان هذه المنطقة التي تفوق نسبة البطالة فيها 20 بالمائة وتعتمد على الزراعة وتربية الماشية، ورحبت جمعية صيانة مدينة الكاف التي تعمل منذ أكثر من ثلاثين عاما على الاعتناء بالمعالم الأثرية والمعمارية في المدينة بهذه الخطوة الايجابية، وقالت فوزية علية رئيسة الجمعية إن المسلك سيعيد الاعتبار للمخزون التراثي العريق للجهة الذي ظل لسنوات مجهولا". غير أنها لفتت إلى أن المشروع يظل ناقصا إذا لم ترافقه بيانات ومتاحف مجسمة وصور افتراضية لتسهيل الوصول إلى المواقع الأثرية وتعرف بها وبتاريخ الجهة العريق، كما كشف قديش بان مسالك جديدة سترى النور قريبا على غرار "المسلك النوميدي على خطى يوغرطة والمسلك البيئي ومسلك محمية صدين.











بحيرة الكاف





ولا يمكننا التعريف بساقية سيدي يوسف دون ذكر بعدها المغاربي فهذه المدينة الحدودية الصغيرة بالإضافة إلى ارتباط اسمها بحوادث 8 فيفري 1958 التي اختلطت فيها دماء التونسيين بدماء اخوانهم الجزائريين فانها احتضنت يوم 8/2/1988 قمة مغاربية حضرها رؤساء تونس والجزائر وليبيا وأسست لبعث اتحاد المغرب العربي بعد ذلك التاريخ بسنة واحدة. ومنذ ذلك التاريخ ترفرف الأعلام الوطنية لدول اتحاد المغرب العربي سنويا فوق النصب التذكاري المنتصب بساحة المغرب العربي.



ضريح الشهداء التونسيين و الجزائريين بساقية سيدي يوسف


معتمدية السرس من ولاية الكاف






اثار سيكا الرومانية بالكاف المدينة
















le kef




























لزيارة ساقية سيدي يوسف المدينة الحالمة بين أحضان الغابات الكثيفة يمكن المرور عبر ثلاث طرقات معبدة ومهيأة :
-الأولى هي الطريق الوطنية رقم 5 العابرة لمدينة الكاف في اتجاه الحدود الجزائرية

-الثانية هي الطريق الجهوية رقم 173 الرايطة بين ولاية جندوبة والساقية عبر مدينة الطويرف.

-الثالثة هي الطريق المحلية التي تربط الساقية وتاجروين عبر منطقة سيدي رابح وهي طريق حدودية تسير بالتوازي مع الحدود التونسية الجزائرية على مسافة 28 كلم.

ولمن لا يعرف الجهة نقول أن الطريق الوطنية أسهلها وأسرعها وأن الطريق المحلية أطولها وأحسنها وأن الطريق الجهوية أوعرها وأمتعها. ذلك أن المسافة الفاصلة بين مدينة الطويرف والساقية وطولها 30 كلم تتلوى وسط غابات كثيفة خلابة لا نظير لها بسبب مرورها بجبال متقلبة التضاريس فإن السالك لها لا يستطيع إلا أن يشعر بمتعة لا متناهية لأنه لا يرى من جانبيه سوى أشجار الصنوبر تكاد تعانقه فتحجب عنه الأرض والسماء على طول المسافة.



ومن أهم ما تتميز به مدينة ساقية سيدي يوسف السياحة الجبلية الغابية حيث تحيط بها مساحات شاسعة من الغابات الكثيفة التي تأوي أنواعا عديدة من الحيوانات مثل الخنزير والذئب والثعلب والأرنب وغيرها بالإظافة إلى الطيور المتنوعة دون أن ننسى نقاوة هوائها كما أنها زيادة عن انعدام مصادر التلوث بها فهي توجد على ارتفاع 800 متر على سطح البحر مما يكسو جبالها بياضا ناصعا كلما تساقطت الثلوج في فصل الشتاء.

أما مدخل المدينة الرئيسي فهو فريد في شكله وهو
عبارة عن نفق مفتوح يشق جبلا لعدة مئات الأمتار بنيت أسواره إثر الإستقلال.
ومن المعالم والأماكن التي يمكن زيارتها :
النصب التذكاري وهو معلم رمز لساقية سيدي يوسف وقع بناؤه لتخليد ذكرى حوادث 8 فيفري 1958 ويشمل مقبرة الشهداء الذين سقطوا في ذلك اليوم.

الآثار الرومانية الواقعة بقرقور على الطريق المؤدية إلى الطويرف.

مركز الديوانة القديم الذي بني في عهد الأتراك ووقع ترميمه سنة 2000..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق