الجمعة، 30 مارس 2012

أهرامات السودان

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عندما نسمع كلمة أهرامات يتبادر لذهننا فوراً هذه الصورة:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نعم أهرامات الجيزة في مصر فهي الأشهر بلا جدال وهرم خوفو الأكبر هو الأعجوبة الوحيدة
من عجائب الدنيا السبع التي لا تزال باقية إلى يومنا هذا رغم أنه مبني منذ أكثر من 4500 سنة !

لكننا في هذا الموضوع لن تحدث عن أهرامات الجيزة .. بل سنتحدث عن هذه الأهرامات
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تعرف هذه الأهرام اليوم باسم (أهرام البجراوية) نسبة لقرية البجراوية قرب مدينة شندي
التي تبعد حوالي المائتين كيلومتر إلى الشمال الشرقي من العاصمة السودانية الخرطوم
أما اسمها العلمي فهو (أهرامات مروي) وهي من آثار مملكة نوبية عظيمة تدعى (مملكة كوش).



 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
مملكة كوش التي سيطرت على الجزء الجنوبي من حوض النيل إلى الجنوب من مصر الفرعونية
نشأت قبل ألف سنة من الميلاد تقريباً، غير أنها لم تكن المملكة الأولى في هذه المنطقة
وإنما هي امتداد لحضارات نوبية أعرق أقدمها حضارة
نشأت قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد في مدينة (كرمة)
التي لا تزال آثارها الباقية قرب الحدود المعاصرة بين مصر والسودان
تدهش علماء الآثار بتخطيطها المميز:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
قبل 1500 عام من الميلاد أمر الفرعون تحتمس الثالث ببناء مدينة نبتة (بفتح الباء)
عقب احتلاله لأراضي النوبة لتكون مركزاً للإقليم الجنوبي من مصر، وبقي شمال السودان
(الذي عرف بكوش فيما بعد) تابعاً للحكم الفرعوني لخمسة قرون كاملة
خلفت خلالها العديد من الآثار كهذا المعبد للإله آمون:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
في عام 1070 قبل الميلاد أعلن نائب الفرعون عن منطقة كوش
استقلال الاقليم عن الإدارة الفرعونية واتخذ من نبتة
(التي تقع جوار مدينة كريمة الحالية ، 400 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم) عاصمة له
واحتفظ ملوك كوش بالعادة الفرعونية المتمثلة في دفن ملوكهم في مقابر ملكية فارهة على شكل أهرامات
وكان بنائهم قريباً من النموذج المصري كهذه الأهرام في منطقة نوري:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
وهذا نموذج مماثل في منطقة جبل البركل:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وهذا اسمه هرم الكورو:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
وإذا كنتم تتسائلون عن ما بداخل الهرم فهو يحوي غرفة أو آكثر
ليرتاح فيها الملك في “العالم الآخر”
حسب اعتقادهم كهذه الغرفة:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
أيضاً ترك الكوشييون لنا العديد من الآثار الأخرى
حول عاصمتهم نبتة كالمعابد والهياكل والنقوش:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

في القرن السادس قبل الميلاد وعقب الغزو الفارسي لمصر انهارت التجارة بينها
وبين مدينة نبتة خصوصاً تجارة الذهب
وفقدت نبتة مركزها الحيوي وخسرت دورها لمصلحة مدينة أكثر فتوة في ذلك الوقت هي مدينة مروي
التي أصبحت بدورها العاصمة الجديدة لمملكة كوش ..

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
في مروي الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل أصبح الطراز المعماري لأهرامات مملكة كوش
أكثر تميزاً من نظيره الفرعوني فهي أقصر طولاً وذات قاعدة أضيق
بحيث أن نسبة ارتفاع الهرم إلى مساحة قاعدته أكبر من تلك الموجودة في الأهرامات المصرية:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يقسم علماء الآثار منطقة مروي إلى ثلاثة مقابر رئيسية:
شمالية وجنوبية وغربية تضم في مجملها 34 ملكاً و 11 ملكة ومئات غيرهم من أفراد العوائل المالكة والحاشية
مدفونين في خمسين هرماً في هذه المنطقة بنيت خلال فترة
امتدت لأكثر من ألف سنة من عام 720 قبل الميلاد إلى عام 350 ميلادية.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
اكتشف أهرامات مروي (التي سميت لاحقاً بأهرامات البجراوية)
وقدمها للعالم عالم المعادن الفرنسي فريدريك كايو في عام 1821
ومع أن موقعها في قلب الصحراء وفر لها نوعاً من الأمان من النهب على مدى آلاف السنين
إلا أنها لم تسلم من يد صائد الكنوز الإيطالي جيوسيبي فيرليني
كان فيرليني يعمل جراحاً مع الجيش المصري الذي كان يحتل السودان في عام 1834
قام هذا المخرب بتفجير قمم 40 هرماً ليتمكن من الدخول إليها والحصول على ما تحتويه من ذهب ومجوهرات
ولذلك من السهولة ملاحظة أن اغلب الأهرام تفتقد لقمتها:

 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
تُعرض اليوم الكثير من الحلي والآثار المنهوبة في عدد من المتاحف الأوروبية
كهذه المجوهرات التي تخص الملكة المروية (أمانيشاخيتو) المعروضة بالمتحف المصري في برلين
والتي يرجع تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد.


 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ومع أن السودان به أكثر من 220 هرما (ضعف عدد الاهرامات في مصر) أثريا
ومع أن أهرامات مروي مصنفة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الانساني العالمي
إلا أنها كلها كأغلب الآثار التاريخية في السودان لم تحظ بالرعاية والاهتمام اللائقين من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة
لكنها تبقى صامدة عبر الزمن شاهدة على حضارة عريقة صنعتها أمة عظيمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق